الامبراطورية الرومانية، التي رضخت لها منطقة شاسعة امتدت من بريطانيا في أقصى الشمال وإلى أفريقيا في أقصى الجنوب، إلا أنها بلغت حافة الانهيار في نهاية المطاف. وبعد ما فقدت الامبراطورية كافة آمالها تخلت عن آلهتها وأحلت مكانها الديانة المسيحية وجعلتها الديانة الرسمية بعد ما كانت مرفوضة.وبدأ الأساقفة التابعين للمدينة المقدسة "روما" تدريجياً باكتساب صلاحيات من نوع خاص. حينها أُعلنت ولادة القدّيس ممثِلاً القائد الروحيّ لكل من يدين بالمسيحية. خسر العالم ركنه السياسي بعد السقوط المدمر للامبراطورية الرومانية، ولحقتها حقبة من الفوضى والانقسامات حيث كان الدين وحده من يحكم أوروبا وبالكاد يبقيها متماسكة. وكنتيجة للصلاحيات الدينية العليا التي حظيَ بها القدّيس, تمكن من حصر سلطة الامبراطور الروماني.علي أي حال، وبالتغاضي عن المقولة "لا يعيش الانسان على الخبز وحده"، إلا أن أوضاع العالم السياسية والاقتصادية والعسكرية لم يعد بالإمكان تجاهلها. نتيجة لذلك، فإن كل ما يتعلق بالدين اعتُبر ضمن اختصاص الكنيسة، أما ما يتعلق بالأمور المادية فهو يُدار بواسطة المجتمع المدني.أصبح كل شيء يندرج تحت هذا النظام الثنائي المكوّن من الكنيسة والدولة .وكذلك تم تقسيم النظام القضائي إلى قوانين الكنيسة والقوانين المدنية.
القديس والامبراطور. مع الوقت تمكّن هذان الرمزان من توطيد علاقتهما بشكل وديّ وإعادة الحياة للامبراطورية مؤقتاً، لكنه كان من الصعب المحافظة على توازن السلطة. ابدأ بقراءته مترجم على عرب مانجا